الاثنين، 17 يناير 2011

..!

يتسَألونْ لِما أَنَا إمْرأةٌ بَائِسةٌ حَزينهْ
لِما لا أَبتَسمُ وأَرقصُ وأتأنقْ
كَيفَ أُخفَي مفَاتِنَي عنْ العَابِرينَ وطَالبيْ القُربْ
كَيفَ أقَبعُ فِي زَاويةٍ سَوداءَ ضَيقةً مُظْلِمهْ
وكَيفَ لأ أقَبلُ دَعواتْ الرَقصْ والسَهر والغِنَاءْ
وكَيفَ لا أَكتُب كَلماتْ الحُب المُلتَهِبه وعِباراتْ الشَوقُ الغجَريهْ
أَينَ أَنَا مِنْ ليَاليْ العُشاقْ والقَمر ومُناجَاة النُجومْ
ورسَائِل الحَنينْ وأعيَاد المُحِبينْ
يتسَألونْ وينتَابُ الكَثَير مِنهمُ الفُضُول
أَنْ يكتَشفُ هَذهِ المَرأةَ المُعقَدةَ الغَربيهْ
أَهِي عجُوزٌ أَو صَبيهْ
أَهِي عَاشِقةُ أَو رَاهِبه
أَهِي جَميلةٌ أَو شَوهَاءْ
كَيفَ تَكتبْ ومَا عَددُ أَصَابِعِها
مَاهُو لونُ دَمِها وطُولُ ورَيدِهَا
هَل تنَامُ كـ البشَر أَو أَنهَا لا تَنامْ
مَا شَكلُ عَينَيها / شَفتَيهَا / أَقدامِها
كَيفَ تتنَفسْ ومَا رَائِحةُ أَنْفَسِها
أَينَ تَختَبئْ حِينَ تُمطِر السَماءْ ومَا حَجمُ كُوخِها

يتسَألونَ كَثَيراً حَول هَويتَي ومَن َكُونْ
مَا هُو مِقدارُ عُمريْ
وكَيفَ هِي أحلامَي
ومَنْ يَسكنُ جَسديْ

إمْرأةٌ غَريبةٌ مِثلي رُبمَا أَثَارتْ الكَثير مِنْ البَلبةٍ والظُنونْ
وكَانتْ مَدعاةً للعَجبْ

أتسأل كَثَيراً مِثلكمْ ولا أَعرِفُنَي
أَبحثُ عنْي ولا أَجِدُنَي
مَلامِحيْ كمْ أتعجَبُ مِنهَا
تُصِيبُنَي بـ القَلقْ
الصُفرةُ الحَامِضةُ فِي دَمي حَادةٌ ومُزعِجهْ
وخُطُوطُ الآَرقْ الحَمراءُ فِي عَينايْ مُؤذِيه
والأَشَياءُ مِنْ حَوليْ تَرفعُ دَرجةَ الخَيبةِ فِي مسَامَاتَي
الهَواءُ البطَئْ المُختنَقْ
والبَابُ الضَيقُ الصَغيرُ الصَدأ
والمْرآةُ المُغبرهْ والدُميةُ المَعروشَه
تَفاصَيلُ السَقفْ المثقُوبْ والسَماءُ المُتجَهِمهْ
وكِسفُ الأَوجَاعْ المُتسَاقِطهْ
وأصَابِعيْ المُصَابةُ بِغَرغَرينَا الوِحدهْ
وهَذا الليلُ العجُوز وذَاكَ الصَباحُ الأَرعنْ
والدقَائِقُ الشَيطَانيةُ الهَارِبهْ
وشَبحُ الحُزنْ العَاريْ
وجَسديْ الذَّابِل
أَشَياءُ كَثَيرةٌ أَخجَلُ مِنهَا
يُرهِقُ عُمريْ حَملهَا
يَكسِرُ ظَهريْ إلتصَاقَها بعَامُودي الفِقريْ
تنْمُو بَينَي وبَينَي
وكُل مَا أَعلمُه أَنَي إمْرأةٌ تَعيسهْ
أجُر رُفَاتَ أحلامَيْ فَوقَ صَدريْ وأزرعُ أشْجَار الخَيبةٍ فِي شَفتَي السُفلى
وأَنَامُ بَينَ ذِراعَي أَوجَاعَي عَاريهْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق