الخميس، 23 ديسمبر 2010

الأ يكَفيكْ

الأ يكفَيكَ أَنْ أَكَونَ إمْرأةً بِهَذا الحُزن والسَوءْ
يخشَى الفَرحُ تجَاعَيد أوجَاعِها
جَسدُهَا الهَرمْ لا يقَوى عَلى حَمل المَزيدْ
منَاعَتُها تحَتَ الصِفر
ودَرجةٌ آلمِها جَاوزت السَبعَينْ
تحَومُ حَولها الأَيَامُ السَوداءْ
وتَنمو تَحتَ لِسَانِها قُروحُ اليَأس والوجَع
كُنتُ قَد بدأتُ النْسَيانْ
دَاومتُ عَلى حَقنْ أورِدتَي بِ الجَفاءْ
حَرصتُ جِداً عَلى تقَبل العَزاءِ بِقَلبيْ
وأرتَديتُ جِلديْ الأَسَود
وضَعتُ بَعضَ رَائِحة الخَوفْ
وأغَلقتُ عَلى جُثتَي الأبَوابْ
هَجرتُ النَوافذَ والصَباحَاتْ
وأدَرتُ ظَهريْ للسَماءْ
أقسَمتُ أَنْ لا أبكَي ذَاتَ مسَاءٍ مهَما أوجَعتنَي الذِكرياتْ
لنْ أهَرعَ مِنْ حَفيفْ الستَائِر وصَرير العُمر
لنْ يُوقِظنَي سَرمديُ الظَلامْ
كُنتُ قَد بَدأتُ أعتَادْ الجَفافْ والصُفرةَ والأَنَينْ
كُنتُ قَد عَلقتُ أحلاَميْ عَلى جِدارٍ رَمادَيٍ مُتهَالكْ
ورَفعتُ كَفي للسمَاءْ
تَمنيتُ أَنْ تُمطِر نِسيَاناً وأغَرقَ بِه
مَددتُ كَفي إلى ظَلي الأجَوفْ
حَاولتُ غَرفَ تفَاصَيليْ الدَقيقَه المسحَوقةُ تَحته
أَنْ أُبقِي عَلى بَعضَي عَلى قَيد الحَياه
أَنْ أتنَفسَ لمَرةٍ أخَيره وأنَا واقِفه
كُنتُ أهَذي ودَرجةٌ وجَعي بِزدَياد
ونَبضَي يتكَسر كُلما شَهقتْ
وكَأنَها الرَوح تتصَاعَدُ نَحو الهَاويه
هَذا المسَاءْ لآ أكْثَر مِنْ إمْرأةٍ وقَدحٌ مِنْ هَذيانْ
وقَنينَةُ وجَعٍ فَاخِره
وكُرسَيٌ وطَاوله وأربَعةُ أرجُلٍ جَامِدهْ
وشَيئَاً خَلفَ النَافِذه أخَالهُ السَماءْ
وصَوتُ الوِحده والطَريقُ المُظَلمْ
والشَجرُ النَائِمُ عَلى كَف الأرضْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق