الخميس، 23 ديسمبر 2010

لو تَعلمَينَ يا أُمَي ..!!

وأنَا طِفله كَانَ ليَّ حُلمٌ صَغيرْ 
ومَا أَنْ كَبِرتُ يا أُمَي حتَى أختَفى
أيُعقَل أَننَا نفقِدُ الأحلامْ إنْ كَبِرنا...؟؟
وأَنَ أَجسَادنَا تَكبرُ عَلى إحتِواءْ الأَيامْ
لو كُنتُ أعْلمُ يَا أُمَيْ لبقَيتُ بَينَ يَديكْ
لطَلبتُ مِنكِ أَنْ تُخبَئِينَي عنْ السَنينْ
لمَا ذَهبتُ إلى المَدرسهْ ..!!
لمَا فَرحتُ حِينَ بَلغتُ العِشرينْ..!!
ولكنْ فَاتَ الآوانُ يا أُمَي
طِفلتُكِ الصَغيره تسَاقطَ شَعرهَا لمْ يَعُد هُناكَ ظِفيرتَينْ
كَبرتْ جِداً تجَاعِيد حُزنِها
أو تَذكُرينْ إبتِسَامتهَا ...؟؟
وقَتٌ طَويلٌ مضَى يا أُمَي ولمْ أرهَا .. نسَيتُ طَعمهَا
وأَخْشَى أَنْ تعَودَ فجأةً ولا أَعْرِفُنَي
حتَى البُكاءُ فقَد شَهيتهُ إليَّ .. بَاتَ يخشَى أحْداقَي
أصَبحتُ أخشَاهُمْ يا أُمَي
فقَدتُ رغبتَي فِي التعَلق بِ الأَشَياءْ وإمتِلاكِها
فقَدتُ حنَينَي للأَحلامْ والوانِها
نَسيتُ طَعمَ العَيد وحَلوى العَيد ومسَاءَ العَيد
وجَعي كَبيرٌ يا أُمَي لو تَعلمينْ
وقَلبيْ الإسفَنجَيُ يُرهِقُنَي
يتجَلطُ معَ كُل شَهقةٍ حتَى يُنهكْ
دَمي حَامِضٌ ونبضَي هُلامْ
والعُمر آهٍ مِنهُ يا أُمَي
مَاعُدتُ أَملكُ الإ حنَينَي الدفَينُ لكَفَيكِ
صَوتُكِ وأَنَا رضَيعةٌ يُهَدهِدنَي
صَدرُكِ وطَنٌ وعَيناكِ سَماءْ
وقَلبُكِ حَياةٌ وسَلامْ
الخَوفُ والدَيجُور يتسَعُ فِي صَدريْ
والقَلقْ يأكُل أطْرافَي وكُلي
أسمَاكٌ تنْهشُ ذَّاكِرتَي
وعَويلُ الفَقد يتغَلغَلُ فِي رَحمْ أيَامَي
إبنَتُكِ حُبلى يا أُمَي بأحلامَهَا البَيضَاءْ الحَزينهْ
إنْظُري إلى عَينَاي كَمْ تَبدوْ مُتعَبه
تَحتَ أَظَافِري رُفاتُ ورَمَاد وبقَايا صَوتُ طِفلهْ
وتَحتَ جِلديْ أُرجُوحةٌ ودُميةٌ وكُراسهْ

أشتَهي المطَر يا أُمَي
يُعِيدَنَي إليَّ كَثَيراً ويَغسِلُ أَوجَاعَي
رَائِحةُ الطَينْ تُغَير مَلامحَي
ووقَعُ الرَعد يُدغدِغُ شِفاهَي
شَعريْ المُبلل ومَلابَسيْ المُتَسخهْ
ورَعشةُ البَرد بأطْرافَي
حِينَ تُخبَئينَي بَينَ كَفيكِ
وأَنَا أَفتَعِلُ الخَوفَ والقَلقْ
ليتنَا نَعُود صِغاراً متَى تَعبنَا مِنْ العُمر
ليتنَا يا أُمَي نختَار أيَامنَا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق