وقَفتْ أحلامِي عِنْد بَابِ قَلبِك ونسِيتُ كَيفَ يحلمُ البشَر بَعد لقَاءِ عَينَيك
مَاكُنتُ يوماً أحلمُ بأكْثَر مِنك , مَا كُنت أَتمنَى أبعدَ مِن حُدود قَلبك..!
كُنتُ قَانِعةً بالقَليل مَعك بالشّحِيح مِن مشّاعِرك وكُنت سعِيدةً بِهذا القَليل حَد الشُكر والإمتِنان لأقدَاري
إمرأةٌ مِثلي تُورطَت بِك حَد الغَرق حَد التَهلُكه كَان مِن المُستحِيل أَن تزهَد بِحُبها.. بِحلم عُمرها.. بِطفلهَا البِكر
وأنت الرجُل الذّي جَاء مِن رحِم غَيمه وهَبط قَطرة فَرحٍ فِي جفَاف أيامِها
كَان مِن الجُنونْ أَن تتخَلى عَنْك لمُجرد نْزوةٍ عَابِره أو خِيانةٍ صغِيره أو أكاذيبَ صَفراء أو كَلماتٍ مُؤذيه وإنْ أَوشكْت عَلى قَتلِها
كَانت مُستعِده أن تتجَاوز عَن كُل سِيئاتِك لمُجرد أن تبقَى معكَ فقَط .. وفِي قِمة أَوجَاعِها مِنكَ تَبتسِم وتفتحُ لكَ ذِراعَيها بِفرح
كُنتَ حَدثاً عظَيماً فِي عُمرها مِن الصَعب أَن تتجَاوزهُ بِسهُوله دُونَ أَن يُزلزِلها حتَى آخِر نَبضْ
حُبكَ كَان الثُورةَ الأعظَم فِي قَلبهَا وأنحَاء جَسدهَا الذّي سُرعان مَا تشَربت خَلاياهُ بِصُوتك وأنفَاسِك وعِطرك ومَلامِحك
كَان عَليهَا أَن تتمسكَ بِكَ حتى النْهايه وأن تُقاتِل وتُقاتِل حتّى لا تَأتَي هَذهِ النْهايه أبداً
وأن تُقاومَ كُل الصِعاب ليستَمر هَذا الحُب وتَصل سفِينتُها لبّر السَلام وتكُونَ أَنت المِيناءُ والوطَن
كُنت أراكَ بِعين الأّمْ لأغفِرلكَ دُون حْد لأسَامِحكَ بِلا قَيدٍ أَوشَرط ولأنْسَى خُبثَ نَواياكَ وسُوء أفعَالك
كُنت تَغضَب حِينَ أُنّادِيك بـ " طِفلي " ..!
وأنتَ لا تعلمُ أَنّي عِنْدهَا فقَط أتمسكُ بِكَ وأحمِيكَ مِن سخطَي عَلى أفعَالك وأخطَائك بِحقِي وحتّى لاتثُور كَرامتَي وأثأر لهَا مِنك
كُنت أَحتَاجُ أَنْ أَبقَى عَلى خُوفٍ دَائِم مِن فَقدك أن أتوجسَ خِيفةً مِن فِكرة رحِيلك لآخرى
أن أتضُور جُوعاً وعطشَاً إليك وأن أرتَبطَ بِكَ أكْثَر وأَكْثَر وأَكْثَر وأفكِر بِك وأكتُبك وأُرددكَ بينَي وبَينَي ولا أتركُ مُتسعاً لغَفله
صَغيرةً جِداً كُنتُ أَمامَ غِيابِك ضَعيفةُ الصّبر واهِنةَ الجسَد هَشةَ العزِيمه معطُوبةَ الفَرح قَليلةَ الحَظ يعرجُ فِي رُوحي ألف حُزن وحُزن
أخَافُ الرِيح واللَيل وضجِيجَ النْهَار وطَرقَ البَاب وزَوايا غُرفتَي .. يُرعِبُني المسَاءُ والظَلام والشِتاءْ ودبِيبُ المطَر عَلى شَباكِي
تأتَي مُكابِراً شَامِخاً رَجُلاً قَاسِياً بِكامِل جَبروتِكَ و يقِينكَ أَني لنْ أَتخَلى عنّك يوماً وإن جَرحتنِي .. وإنّ لفحَني الصقَيعُ و أحرقتنِي أَصَابِعُك
أنّي لنْ أترُككَ يوماً وإن إزدْادَ إهمَالُك وتَعذيبُك وزُهدُكَ بِمشَاعِري وإخلافَك لوعُودك معّي
وأنّي لنْ أفقِدكَ وإن هَددتُ بِذلكَ وبكَيتُ وأقسَمتُ عَليه
كُنتَ عَلى يقِينْ أَنّي تَورطتُ وانْتهَى الأمر ولا مفَر مِن خنُوعِي لكَ بِلا مُساومَه
فـ أنتَ تَعلمُ أَنّ إمرأةً تشَبعت بِك أطرافُها مَا عادت تَملكُ الخِيرةَ مِن أَمرِها وإن رَغِبتْ بِذّلك
لمْ يَعُد بِوسعِها الإنْسِلاخَ عَنك والذّوبانَ فِي غَير عَذابِك والإحتِراقَ بِسواك والإنْشِطار لأكثَر مِنك
لمْ تَعُد قَادِرةً عَلى إتِخاذ قَراراتِها أو تَنفِيذ تَهديدهَا والبّر بِقسَمها والثأر لكَرامتِها والإختِباء مِن عَار إلتصَاقِها بِك
تَعبتُ وأَنا أَصُوم عَن كُل يَمين أحنثُ بِه لأبقَى معّك وأنا أُكْفِر عَن كُل ذّنبٍ أَرتكِبهُ لأحَافِظ عَلى قُربك
تَعبتُ مِن البُكاء كُل ليلةٍ يغِيبُ فِيها صُوتك ويترُكنِي عَاريةَ بَارِدةً مَريضَه
تَعبتُ مِن الدُعاء والإستِخاره وتَردِيد المُعوذات عَلى روحّي لتنْسَاك .. لتَهدأ وتطمَئِن وتنَام
مَا كُنت يُوماً بِهذا الضَعف الإ معّك ولكَ وبِك
ما كُنتُ يوماً بِهذا الذّل الإ بَينَ يَديك وفِي حضّرتِك وجَراء تعلُقي بِك وإعتِناقِي لقُربك وإيمانَي الشّديد بِهذا الحُب
هَذا الحُب الذّي أذلني وأَبكَانِي وكسَرنِي وجعلنّي ألعنُ الرِجال مِن أول التَارِيخ حتّى آخِره
هَذا الحُب الذّي عَلمنّي أَن الرجُل فِي مدِينتَي لا يصلُح للحُب والوفَاء والبقَاء لإمْرأةٍ واحِده
أنّ الرجُل فِي مَدينتَي لا يتزَوجُ المَرأةَ التّي إدعّى يُوماً حُبهَا ..!
أنتَ لا تَعلمُ أَني أنزِف وأنا أبتسِمُ لك ..!
وأنْزِفُ حِينَ تُؤذينِي كَلماتُك الحَاده فِي أَقَاصِي قَلبي وأيضاً أبتَسمُ لك
وأنّي وصَلتُ لمَراحِل مُتقَدمه مِن البشَاعَة الدَاخِليه أمامَ نفسَي حتَى أَصبحتُ أَشعُر أنّي أُعانَي إضطِراباً
وأنّي تخَليتُ عَن قنَاعاتَي وكِبريائَي ومُكابَرتَي وإيمانَي بِذكَائَي فـ أصبحتُ لكَ غَبيةً سَاذّجه
أقبَلُ أن أَكُون إحدى تجَارِبك المُؤجَلةُ النْهَايه المُتذبذبَة التَوقُعات
أقبَلُ أَن أَكُون كَيفمَا تشَاءُ وتَحتَ تصَرفِك خَاضِعةً لتهُورك وطَيشكَ ونْزَواتِك
أقبَلُ أَن أَكُون مُتعةً لأوقَاتِكَ الفَارِغه وحَاجَاتِكَ الرخِيصَه
لا تَعلمُ كَم شَوهتنَي أَمامَ نفسَي وأَمامَ القَادم وإن كَان القَادم لا يعنينَي مُنذ أحبَبتُك ولمْ يَعُد يعنْينِي مُنذ خَيبتَي بِك وغِيابِك
ولا تَعلمُ أَنّي أخشَى أَن أَنام خُوف أَن تستغِل نُومي فـ أستَيقظَ ولا أجِدُك
كُنت مُؤمِنةٌ جِداً أَنك قَدر والقّدر لا مفَر مِنه ولا يُمكنُ تَغييره وإن حَاولنّا سَرقةَ أَقدار الأَخرين
وإنّ حَاولنا تعتِيم الحقَائِق وبَهرجَة الأكاذِيبْ
كُنت أَعلمٌ عَميقاً أن السَماء ألقت بِك فِي حِجر أيامَي لتختَبر صَبري وإيمانَي
أعلمُ تَماماً أَن رجُلاً بِخُبث خِبراتِك ومَاضِيك لا يليقُ بإمرأةٍ جَاهِليةٍ مِثلي لازَالت تَرتدي أَوراق الشّجر وتأَكُل قُرص الشَمس
تُؤمنُ أَن الحُب شَريعةٌ لا يجُوز الكُفر بِها أَبداً وأن الرجُل وطَنٌ والأوطَانُ لا تخُونُ أَبداً
ولكِنكَ خُنتهَا وأبكَيتهَا وأَوجعتهَا وتَركتَ الحُزن وشماً عنَيداً عَلى جُدران قَلبِها
قَلبُها الذّي هَام بِكَ كـ الأعْمى لا يرَى سِواك ولا يسمعُ سِواك ولايُؤمِنُ بِقُرب رَجُلٍ سِواك
خَذلتَ قنَاعَاتِها وكسَرتَ ضِلعَ الأَمَانِي فِي خَاصِرتِها وبطَشت جبَاراً بِها
أصبحتُ أُفتشُ فِي الكُتب عَن حَلٍ لمشَاكِلي معَك
أصبحتُ أفكِر فِي قِراءة الفنْجَان ومُتابَعة الأَبراج عَليّ أستعِينُ بِها لمعرِفتِك ..
أنّ أَجِد سَبباً مَنْطقياً لكُل مَاتفعَلهُ بِي
لغِيابِك المُفاجَئْ وظهُوركَ العنِيف حِينَ تَأتِي كـ الزِلزال كـ العَاصِفه
كَيفَ تكُون بِهذا الكَمْ مِن النْرجِسيه وكأَن أمري لايعنَيك ورَائِحةُ وجَعي لا تصِل لأنْف قَلبك
مِما خُلق رَجُلٌ بِه كُل هَذا الكَم مِن المُتناقِضات الشّهيةٍ البَالغةُ السُمْيه يأتِي مَلاكاً ويرحَلُ شَيطَان..!!!!
إحتلنّي كـ قَياصِرة الأَحلام لـ يترُكنِي إمْرأةً خَاويةٌ عَلى أَوجَاعِها